الجمعة، 12 ديسمبر 2008

العبث الإلهى ..!!


منذ سنوات ... وخلال فترات التخبط والبحث .. بدأت فى قراءة العهد القديم ..

وبمجرد أن بدأت مع الإصحاح الاول من سفر التكوين ... صدمت ..

صدمت بسبب صورة الله التى يصورها العهد القديم ...


((و قال الله ليكن نور فكان نور )) 1-3

((و راى الله النور انه حسن و فصل الله بين النور و الظلمة )) 1-4 الإصحاح الأول - سفر التكوين

فالقول بأن الله راى النور أنه حسن تعنى أن الله خلق ما لا يدرك ... كأنه لم يكن يتوقع أن النور سيصبح حسن !


تابعت فوجدت ... هذه المقولة (( راى الله ذلك انه حسن )) تتكرر .. تأكيدأ على ان الله لا يعلم ما يفعل .. كانه طفل يلهو بقلمه فى صفحه بيضاء ثم يكتشف أن ما فعله حسناً ..

أى منطق هذا فى الحديث عن إله عابث لا يدرك ما يفعله.... !


بعد ذلك صدمت بالكثير مما وجدته مرفوض منطقيا .. مما أحبطنى وأغاظنى ...

كتعب الرب والإستراحه ومقولة "السيد الرب" وأن الله يندم .. وجهله بمكان آدم ومناداته عليه !! ... والكثير ..


أستشعر وانا أقرأ هذه العجائب وكأنى أشاهد مسلسل خيالى يصور الآلهه كالبشر يتعبون ويستريحون ويكتشفون نتيجة أعمالهم !!


أى رب عابث هذا ؟...


الإله العابث .. وفكرة أن يهوه هو إله .. ولكن .. ذو صفات وأحاسيس .. بشرية .. بدون شك .. ينقص من قدره كإله .. !!

ويذكرنى بالآلهة الإسطورية للإغريق .. ويفقده الثقة والمصداقية ..

فإله يغضب .. ويفرح .. ويكره ويحب .. ويقسو ويرحم .. يظلم ويعدل .. يخطئ ويصيب .. حتى إن وجد .. فهو لا يستحق العبادة .. لأنه فى النهاية إله عشوائى الإنفعالات يصعب توقع أفعاله وطريقة حكمه للكون .. أو صحة قراراته ومسئوليته عنها

وبالطبع لا يمكن أن يتصف بالحكمة والكمال .. كما يجب أن يكون الإله ..

هل يهوه يعلم الغيب ..؟ بالطبع لا .. لأنه لو كان يعلمه .. لما سعد بعمله ورآه أنه حسن .. بل كان قرر أن يخلق ما يعرف أنه حسن ..

هل يهوه قادر ..؟ بالطبع لا .. لانه لو كان قادراً لما إحتاج لتجربة نفسه ونتاج عمله .. ليراه إن كان حسناً أم سيئاً ..


من الواضح أن الأديان .. مثلها مثل أى إختراع بشرى آخر .. تتطور وتنقح بمرور الزمن ..!

فالأساطير القديمة التى كانت تصور الآلهة كالبشر ..تطورت عند موسى لإله واحد بصفات بشرية ..

حتى تمكن يسوع أن يقنع البسطاء أنه هو ذاته هذا الإله البشرى هبط لهم من السماء ..!

ولما رأى ورقة بن نوفل أن هذا ليس حسن .. كذب كل هذه الأساطير القديمة لما وجد بها من نواقص وسقطات غير قابلة للترميم .. فعاد بالإله مرة أخرى للسماء وأخفاه .. وخلق له صفات الكمال والإختلاف ليصعب على الناس إنتقاده وفضحه ..

وفشل هو أيضاً بسبب بدائية معلوماته وأفكاره .. وإضطراره لإقتباس بعض الأفكار التى عجز عن إبتكار البديل المحبوك لها .. !

تماماً كما تطورت كل الإختراعات البشرية مع الزمن .. بفعل تراكم الخبرات السابقة والتجربة والفشل ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق